Feeds:
Articles
Commentaires

Archive for 23 janvier 2009

دوّدت حشّشت دخل في مخّي ترينو. ولّيت نْفنْتزْمي على كعبة فريكاسي و إلاّ فطيرة تقطّر بالزّيت، على كعبة كرواسون بالشكلاطة من عهد اللّيسي، على روز بالدّجاجة اللّي أولاد عمّي هاربين منها و ما يحصروها كان عمّاتي، على خبز الشّعير اللّي عمري ما حبّيتو خاصّة كيف يبدأ مخلّط بالرّايب٠ دوّدت على قهيوة عربي و كعبة مقروض. إستاحشت سهرة رمضانيّة و تطييب العصيدة البيضاء ليلة المولد أو بالأحرى أكلها، لواه نكذب عليكم؟ إستاحشت عولة الكسكسي والفلفل و تنتيش الملوخيّة و جمعان الزّيتون و كِسرة سخونة بالزّيت و السّكّر نتعاركو عليها خمسة و ستّة مقصّفة كيف حنّاتي (نانا أو جِدّايا حسب الإحداثيّات الجغرافيّة) اللّه يرحمها تحمي. مانيش مالجماعة اللّي يعيشو في تونس كيف ما يبداوش فيها. أمّا ساعة على ساعة، معناها مريرة وإلاّ زوز في العام، نروّح عقاب العشيّة للدّار و نقول باش نلقى روحي في سقيفة دار عمّة و إلّاعمّ و إلاّ حتّى بنت أخت جارتنا. دقّ الباب و قيم البهار(حتّى هاذي حسب خطّ العَرْض و خطٌ الطّول تنجّم تكون : شعر)، سمّي بإسم اللّه على هاك العتبة لَتعثر و أدخل مرحبا بيك.

و شنوّا أحوال بوك؟ و أمّك؟
ـ أناهي منهم؟
ـ اللّي ولدتّك. عندي برشا ما ريتهاش
ـ كذا و كذا
ـ و فلانة ؟
ـ كذا و كذا
ـ و فلتان ؟
ـ والّهِ كذا و كذا و ما نعرفش عاد كان كذا و إلاّ كذا
ـ و٠٠٠
ـ ك٠٠٠
٠٠٠
ـ و فين كنت؟
ـ في البقعة الفلانيّة
ـ و آش عندك في قفتك؟
٠٠٠
ـ و جبتش الخبز؟
ـ آه؟ آنا خبز؟
ـ اللّي باش نتعشّاو بيه الطنجرة الثانية من مرقة المّالح يا مدام !

و يرجعلي شاهد العقل و نتذكّر إنّي في داري و موش في تونس و نسترجل نمشي نجيب الخبز وكعيبة ميل فُويْ توفى في الثّنيّة ـ كعبة القطّو باش نبرّد بيها على دايا و بدون تعليق من فضلكم ـ

أمّا المرّة هاذي من أبشع المرّات اللّي إستاحشت فيهم ريحة البلاد. ما ناكل كان في التّبسي و بالمغرفة اللّوح للّي جاتني من عين دراهم هاك العام. ناكل في البسيسة الصّباح و اللّبن مع الرّوز الجّربي و نعلك (أو نمضغ، إنت و البرّ اللّي تربّيت فيه) في اللوبان المر. قلت ما عندي وين. يلزمني نروّح ستّة شهور باش تطيّر الوحشة. ستّة شهور و مولاها ربّي. هاو البرنامج : جميعتين نشبع فيهم بدارنا و بالأقارب و الأوفياء. نفطر بالحساب ثلاثة مرّات في دارنا و البقيّة و الحمد للّه العائلة كبيرة. من بعد كيف العباد الكلّ تفدّ منّي وآني زادة نفدّ من من وجوهم ـ حاشاكم ـ و يكثر الكلوف و محاولات التّدخّل في أسرة أنسابي ـ عائلة زوجي إللّي نهار نهارين بحذاهم هروبا من الأسئلة الفارغة متاع آش عندك؟ آش جبت؟ وقتاش تبني دار؟ آش بيك لابسة هكّا؟ و إلخ إلخ ـ نشدّ ثنيّة الإدارات المحلّية باش نريڤل وريقة و إلاّ زوز. موش أكثر على خاطر يولّي برشا عالبلديّة. و الموضّف يولّي يخدم بالصّفقة و يدزّ بالمرتاح. و أخيّتكم نوماد و الصّبر على هالرّويّق ماناش صحاب. و نتفكّر روحي قدّاش نيّة و قدّاش عاطية أمل إنّو العبد إلّي تعملّو عركة باش تاخذ حقّك، يفهم علاش و المرّة إلّي بعدها يشعف على الأقلّ مالشّوهة. زايد ما يخدّمو كان بلقاسم. دوّويوْ. واللّه لايراها. كان باش يرى حاجة بين أوراق الملفّ هي وجهو. ويطلعلي الدّم والسّكّر و نتنرفز. و عاود عارك من جديد على خاطر المحاولات السّلميّة الكلّ ما خطفوش. و أخرج من هاك البيرو المحنون بعد ثلاثة سوايع في يدّك جرد الورقة إلّي عطاهالك زميل المخلوق اللّي كنت تكبّلو في سعدو على خاطر ما عادش طايق الدّعى و شكون يذكّرو إنّو ماهوش ربّ الإدارة اللّي يخدم فيها. ـ آني عييت مالكتيبة. ما عييتوش مالقراية والجمل إلّي ماتوفاش؟ ـ
و نروّح نحكي مغامراتي و الجماعة الكلّ هاهاها هي هي هي ـ كيما إنتوما توّاـ : « إنت المهبولة إلّي ماشي في بالك باش يجي نهار و البلاد تتبدّل » و تعليقات أخرى من نفس النّوع.
و تتواصل العطلة و يأتي يوم الوداع و تسيل الدّموع و ننطلقو إلى المطار. و وقتها نقول زعمة نبرمجو مرواحة ديفينيتيف و يزّينا مالوحشة و البعد. و نتذكّر.
آه ! نتذكّر روحي نحبّ نعيش في تونس متاع عشرين سنة لتالي، إلّي الملوخيّة تتباع في شكاير بلاستيك و عولة الكسكسي ولّات تجي من صفاقس و في بلاصة كلّ زيتونة فيلّاو البلاد كبرت و هاكي الدّنيا. موش معنها حالة البلاد كانت خير قبل، أمّا قبل كنت مازلت ما نفهمش. باش ما نكمّلش التّدوينة بالكبّي، نحبّ نقوللكم راني باقي نحبّ تونس و الحلّ الوحيد كيف نبدأ في حالة نقص هو إنّي نولّي نحبّها أقلّ شويّا.
🙂 طول المدّة المناسبة لمرواحة قمقومة : ثلاثة أسابيع

Read Full Post »